الاثنين، يناير 01، 2018

تاج السر .. امير الرهان الرابح

تاج السر .. امير الرهان الرابح

ebraheemsu@gmail.com
بصراحة، كنت وما زلت متابع الروائي أمير تاج السر بشغف من خلال مقالاته الراتبة بصحيفة القدس العربي، والتي تعاد نشرها بموقع الراكوبة الأشهر، واتحسّر لضعف مقروئية مقالاته النوعية، وعدم تفاعل القراء معها، وعندما قررت قراءة رواياته، بدأت من الآخر، وقرأت روايته (منتجع الساحرات)، لم يخّيب ظني، فقد شدّني اتساع آفاق خياله، وسلاسة اسلوبه وتميز مدخل وحبكة الرواية، ولاحظت ازدياد خفقات قلبي، وتصاعد سريان الدم في عروقي، ووجدت نفسي منذ البداية منحازاً إلى جانب اللص التائب والمخضرم عبد القيوم دليل جمعه، في مهمته النبيلة وهي حماية اللاجئة الساحرة ابابا، إلا أنني شعرت أن احداث الرواية لم تكتمل، والمشهد بالنسبة لي كمن هوى ذهنياً للسقوط من قمة (درامية) حادة، وتبخّر في الفضاء، قبل أن يصل إلى السهل (الدرامي) ويتدحرج ببدء، ليستقر في واد.
يبدو لي أن هذه الرواية مزدحمة بالشخوص، ومكّثفة دراميا إلى درجة الغليان، الأمر الذي ادى إلي انفجارها المفاجئ، ومضغوط زمنياً بشدة، فمنذ نزول الساحرة ابابا من البص في منتجع الساحرات (موقف البصات)، إلى حين مقتلها الغامض، على يد مواطنها هانوم عرجا نائب عبد الباسط شجر (زوجها القسري)، وحتى خروج عبد القويم من السجن ثم انتحاره، كل هذه المدة لم تتجاوز التسعة اشهر في احسن الفروض. هذا التسرع لم اتوقعه من الكاتب الكبير امير تاج السر، والذي ما انفكّ يتحدّث بكثافة عن اعجابه الملتاع وتأثره المباشر بالروائي الكولمبي غابرييل غارسيا ماركيز، وهو صاحب نفس روائي طويل، اذ نجد ان اشهر روايتيه (الحب في زمن الكوليرا) و(مائة عام من العزلة)، جاءت الأولي في 445 صحفة والثانية في 500 صحفة في ذات حجمي روايتي امير تاج السر (في منتجع الساحرات) 175 صفحة و(صائد اليرقات) 148 صحفة.
ولفك لغز هذا التسرع، عثرت على تصريحٍ له لموقع (الناشر) بالمختص بشأن الرواة حيث قال: "وحين أنتهي من المراجعة، أرسل النص إلى الناشر حتى لا أعدل فيه مرة أخرى". فبينما نجد غابرييل ماركيز في روايته (الحب في زمن الكوليرا) يروي أحداث قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، نجد انحصار احداث منتجع الساحرات لتاج السر بين موقف البصات السفرية وحي المرابيع والصهاريج وسجن الاحتياط. ولا سبيل للمقارنة لولا تأكيده المستمر علي تأثره بغابرييل ماركنيز، والأديب علاء الأسواني كتب روايته (عمارة يعقوبيان) التي ادخلته التاريخ خلال أكثر من عامين من العمل المضنى والمتصل، لتتوالى طبعات هذه الراوية، وتصبح الرواية الأعلى مبيعاً في العالم العربي لمدة خمس سنوات ممتالية، ولم تتراجع إلى المركز الثاني إلا لتترك المركز الأولي لروايته التالية لها (شيكاغو). والأسواني هذا، لم يعرض عملٌ على ناشرٍ قبل عرضه على الكبار. والقاص والروائي اللبناني الياس خوري في روايته باب الشمس (527 صحفة) من القطع المتوسط، عالج مأساة اللاجئ الفلسطيني تحت المطر وبين الموت ووسط الوحل، ولم يجهل الإبعاد الإنسانية والمأساوية والفلسفية لهذه المحنة التي ترجمتها دموع المآقي ودماء الشهداء.
كل هذه الأمثلة والشواهد تدل على امير تاج السر قد ابتسر قضية اللجوء في روايته الشّيقة (منتجع الساحرات)، وتسرع في نشرها، ولا تزال جذوة الحبكة متقدة. وتهمة التسّرع هذه وجهها له بعض النقّاد فور اطلاعهم على روايته (طقس) المنشورة عام 2015م، ونعتقد أن امير تاج السر كاتب يجيد فمن الاستماع إلى النقد الموضوعي، فقد بدأ شاعرا مجودا، غنّى له المطربين في الغرب والشرق السوداني، وعندما تحّول من الشعر العامي إلى الفصحى، لاحظه ناقد مصري، أن شعره اقرب للأسلوب القصصي، ومنذئذ لم يكتب بيت شعرٍ واحدٍ، وتحول إلى الكتابة القصصية، ليصنع مجده الروائي علي مهل، فقد اضاف للمكتبة العربية ثلاث وعشرون مطبوعة، منها ست عشرة رواية، لذا نتوقع منه روايات طويلة النفس على طريقة الكبار.
هذا عن (منتجع الساحرات)، ولكن عندما بدأت قراءة روايته الفريدة (صائد اليرقات)، صدقوني، وجدت نفسي عدة مرات، ادخل في نوبة ضحك، إلى حد التشّنج، هذه الحالة لم يحدث معي منذ امد بعيد، عندما كنت مولعا بمتابعة الدراما السودانية الجادة.. وخلال قراءتي لهذه الرواية، كلما وجدت تعبير فني مبدع، او مشهد درامي جيد السبك، قلت بصوت جهير (ابو الدو) وهي عبارة كنا نطلقها في صبانا، عندما نحصل على الدهشة والأعجاب من شيء ما .. أغلقت الرواية في منتصفها وشرعت فوراً في كتابة هذا المقال.
وبعد إكمال القراءة، تساءلت كيف ولِم لا تفوز هذه الرواية بجائرة البوكر العربية؟ وقد دخلت قائمتها الصغرى بجدارة عام 2011م، وزاد من قناعتي بجدارتها، اطلاعي عن شكوك الناقدة الفلسطينية الكبيرة منى الشرافي تيم في اهلية رواية (أنها ترمي بشرر) للكاتب السعودي عبده خال لذات الجائزة للعام السابق 2010م، حيث قالت بالحرف الواحد خلال تناولها للرواية المذكورة: "وهنا لا بد من أن يتبادر إلى ذهني كناقدة، وإلى ذهن القارئ، سؤالٌ واحد وهو: أين الإبداعُ في مثل هذه الرواية، الذي أهّلها وفتح لها الباب على مصراعيه للحصول على جائزة البوكر؟
يُهيأ لي أن رواية (صائد اليرقات) لم تفز بجائزة البوكر العربية عام 2011م لأن معايير لجنة التحكيم قائمة على ثالوث المحرّم "المتمثل في الدين، والجنس، والسياسة" حسب ما توصلت إليه الناقدة منى الشرافي.
من دون قصد وضع الأديب الراحل الطيب صالح الرواة السودانيين في مأزق، ولا شعورياً وجد هؤلاء انفسهم امام عقدة كأداء اسمها "الطيب صالح"، منهم من جاهر انه ليس سقفا لهم، وشمّر ساعد الجد لتخطيه، الكاتب الجامح امير تاج السر سلك طريقاً يبدو بعيداً عن هذه العقدة، ولم يداهمه هذا المأزق، ليست لصلة القرابة التي تجمعه بالراحل، وإنما لأنه دخل هذا الدهليز من باب الهواة، ينتج الأدب الرصين، وليس مكترثاً إلى اين سينتهي به هذا الممر، الذي الحقه بدرب الاحتراف من حيث يدري ولا يردي، واصبح رقماً صعباً ليست في الساحة الأدبية السودانية فحسب، وإنما على الساحتين العربية من المحيط إلى الخليج، وإلى حد ما في ساحة الروائية الافريقية ، يزاحم الكبار في كافة الجوائز المعتبرة.
وحسب رصدنا، فإنه لم يشارك قط في مسابقات جوائز الطيب صالح للإبداع الكتابي، والتي ينظمها سنوياً مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، قد يكون السبب تواضع قيمتها الأدبية، ونكهة الترّبح السياسي المنبعثة منها، والتي ينثرها نظام الخرطوم على طقوسها، ويبدو للمتابع ان امير تاج السر، مهموم بشيء اسمه جائزة البوكر العربية، دخلت احدى رواياته المعتبرة (صائد اليرقات) قائمتها الصغرى عام 2011م، ولا تزال روايته الأخيرة (منتجع الساحات) ضمن قوائمها الطويلة. بكل ثقة يمكننا الرهان على امير تاج السر، إن تمّهل في معالجاته الفنية، بأن يكون اول الروائيين السودانيين وصولاً إلى (ميس) اكبر جائزة عربية في الشأن الروائي، ليضع راية السودان خفّاقةً على تلها العالي، حينها، (سنقطع) تذكرة للذهاب إليه لمعانقته وتهنئته برؤوس مشرئبه.
لِم لا؟ وأمير تاج السر في الأصل اخصائي باطنية، يعالج الأبدان بمبضع الطبيب النطاسي، وفي ذات الوقت "يعلف" العقول ويعالج قضايا مجتمعه العريض سردياً، رغم انه نفى المهمة الأخيرة في تواضع جم، باعتبار ان المريض البدني ليس لديه خيار سوى الذهاب إلى الطبيب المتاح له، خلافاً للمريض النفسي الذي يمتلك خيار لمن يقرأ من الكتاب، يشاركه في سمة المزاوجة بين الطب والادب، الأديب الكبير علاء الأسواني، والذي اغناه الأدب مادياً عن مزاولة مهنة الطب وتدريسه.
ظل هذا الأمير مخلصٌ لوظيفته وهوايته كذلك، فلم ينحرف خلال مقالاته الراتبة بصحيفة القدس العربي، وكذلك خلال المقابلات الصحفية العديدة التي اجريت معه، لم ينجرف في الشأن السياسي، ظل ملتزماً ومهموماً بقضايا الأدب وشأن الأدباء بلا كلل ولا ملل، إلا انه في ذات الوقت لم ينصرف عن الهم السياسي في وطنه العربي والأفريقي المأزوم، خلال ابداعاته السرية، تجده يوجه سخرية لاذعة وتهكم حارق لأنظمة الحكم، بأسلوب سلس ومهذب.
أمير تاج السر روائي ملتزم ومسئول، يستشعر المسئولية الاجتماعية، ويراعي القيم الأخلاقية، ويمارس الرقابة الذاتية في معالجاته للنصوص الفنية، فهو الذي سبق وأن صرّح في حوار مع الصحفية الفلسطينية بديعة زيدان قائلا: "لديّ رقيب داخلي يوجهني نحو احترام أعراف المجتمع وتقاليده، وعدم التعرض للمقدس إطلاقاً، وربما لالتزامي الشخصي في كل نواحي حياتي دور كبير في ذلك.. لست ضد أن يستخدم الروائي ما يريد استخدامه، فقط أتحدث عن نفسي، وأضيف: إن اللغة المبتذلة والوصف الزائد على الحد، والإساءة للمقدسات، لا تقدم شيئاً للنصوص"
لذا نجده مثلا يحين يريد أن يصور للقارئ مشهد محاولة اغتصاب تعرضت لها شخصية عابرة في روايته الاخيرة (منتجع الساحرات)، نجده يكتفي بوصف شعرها المنكوش وملابسها الممزّقة.
ويدهشنا في ابداعه الوصفي حين يقول واصفا اللاجئة الفاتنة أبابا "عينيها العسليتين، وانفها الملوكي، ونظراتها المصنفة خطرة، ولغتها المكسرة، وعنقها التي تشتهي الزينة ان تحيطه، وخصرها المنحوت بمقاييس جودة عالية"
وحين يرصد لنا حالة الاستغراب والاهتمام التي احدثه طرح سؤال مدوي من قبل البطل عبدالله حرفش او عبدالله فرفار على الكاتب المتغطرس (أ.ت) لدى المحيطين به، جاء امير تاج السر بما لم يجئ به الأوائل طرا، حيث قال: "كان الجميع قد انشغلوا بي في تلك اللحظة، انشغلوا لدرجة أن احدهم احترقت سيجارته بين اصابعه ولم يسقطها، وفتاة اخرى ترتدي ثوبا بنفسجيا قصيرا من الكتان، انفتحت ركبتاها ولم تغلقهما". لقد اعتدنا على عبارات مثل: رأيت حاجب الدهشة ترتفع فجأة، وفغر فاه، واحدثت شهقة انثوية حادة. اما ما اروده امير تاج السر في المشهد أعلاه، لم يسبقه إليه احد من الرواة فيما نظن، ولا يمكن أن يصدر هذا إلا من خيال جامح يستحق الرهان عليه.
ومن بدائع لونية أمير تاج السر الوصفية، وهو يصّور لنا الكتب الروائية منضودة على رف مكتبة بلسان صائد اليرقات الروائية عبد الله فرفار: "اتّجهت مباشرة إلى رفّ الروايات، اخذت أتأملها كما أتأمل فتيات فاتنات يسبحن في بركة". مثل هذه التجلي الوصفي لابد أن يستوقف حتى من لديه مثال ذرة من الذائقة الجمالية، ومستعد للاحتفاء بالرصين من الكتابة الإبداعية.
وفيما يخص براعة الإيحاء عند امير تاج السر نجده يسرد على لسان الروائي (أ.ت) وهو احد شخوص روايته (صائد اليرقات) قوله عن طقوس الكتابة لديه: "وحين كتبت روايتي قبل الخيرة، (أبناء سعد المحتالين)، سرقت حافظة نقود من جيب تاجر مواشٍ في سوق (مسواك) الشعبي، وقضيت شهراً كاملاً في السجن انهيت فيه النص" هذا المقطع إيحائياً يحتمل مماثلة قول احد القادة السياسيين "ارسلته للقصر رئيسا، وذهبت للسجن حبيسا" ووجه الإيحاء هنا الدخول للسجن بالإرادة وليست بالإكراه من اجل تنفيذ مهمة محددة.
وحين يقول أن احد شخوص رواية (صائد اليرقات) كان حفاراً للقبور، تم تكريمه مؤخرا من رئيس البلاد باعتباره شخصية وطنية، وكان يرتدي زياً اخضر، مما يرتديه رجال الطرق الصوفيّة، غض النظر ان المذكور من كبار مشجعي فريق كرة قدم، حين يرصد هذه الشخصية، بلا شك ان الكاتب يوحي بشكل ذكي وموارب أن رئيس البلاد يكرم القتلة الذين يتدثرون بثياب التديّن.
وحين يريد ان ينتقد الدولة البوليسية الأنموذج في العالمين العربي والأفريقي، يجيد لنا خياله الخصب بأن بطل روايته صائد اليرقات عبد الله حرفش قد فقد ساقه اليمنى، واصيب زميله بالشلل الرعاش أثناء اداء واجبه كرجل أمن ومخابرات وطني، جراء حادث سببه ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية خلال مطاردة وهمية، ليؤول مصيره إلى معاش قسري، يتبعه تجاهل واهمال من قبل الجهاز الذي ينتسب إليه، ويمعن امير تاج السر في التهكم من هؤلاء حين يروي على لسان البطل قوله كأحد منسوبي جهاز الامن قبل تقاعده القسري: "وفي احدى المرّات، وفي مباراة حامية ممتلئة بالصراخ والتشنّجات، سمعت مشجعّا مهتاجّا يصف لاعبّا أضاع هدف الفوز لفريقه، بخيانة الوطن. علق اسم اللاعب في ذهني على الفور، وانكب في احدى أوراقي المرسلة إلي إدارتي، لكنّ أحداً لم يسأله أبداً، ووبِّخت بشدّة على ذلك التقرير، وذلك أن المشّجع كان يقصد فريق (الوطن) وكان اللاعب الذي أضاع الفوز من بين صفوفه."
وفي ذات السياق، نجده بفطنته الوقّادة، يرصد لنا نكتة إيحائية متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت عن امرأة عراقية غاب عنها زوجها عن المنزل يوماً كاملاً ولا تعرف عنه شيئاً، وظلت تبكي بلا توقف ظانة أنه تركها وذهب بصحبة امرأة أخرى، وقالت لها أمها: "تفاءلي خيراً يا بنّية، لعل انفجارا حدث في السوق أو مكان العمل ومات فيه". ويا للنكتة من مفارقة!
هذا الالتزام الممزوج بنزعته الإبداعية المتوهِّجة، وخياله الخصب، بالإضافة إلى امتلاكه ناصية اللغة السرية السلسة، بهذه المقومات المائزة، قطع امير تاج السر شوطاً بعيداً واحتفظ بمسافة مريحة بينه وابناء جيله من الروائيين السودانيين في طريق الترّبع على العرش الذي شغر برحيل الأديب القامة الطيب صالح طيب الله ثراه.
وتعتبر رواية (صائد اليرقات) عمل فنيّ ملهم للروائيين المبتدئين، تلفت انتباههم إلى المكامن المحتملة لاصطياد اليرقات الروائية، وفي ذات الوقت يسّلط الضوء على محنة الكتّاب وجميع المهتمين بالشأن الثفافي، في البلاد العربية والأفريقية المأزومة بحكوماتها البوليسية، وحواجزها الأمنية من الوعي المجتمعي والأفكار النيّرية.
 حبكة الرواية عبارة عن كاميرا خفية، يحملها الروائي (أ.ت) وهو اختصار لأمير تاج السر كشخصية موازية للكاتب، ليفضح محاولات عنصر الأمن والمخابرات، الخائب والفاشل (عبدالله فرفار) والذي يعتقد أن خبرته في تحرير التقارير الأمنية تؤهله ليكون روائي يشار إليه بالبنان، ليجد نفسه فريسة بدلاً من صائد يرقات روائية.
وحين ترجمت روايته (ايبولا 76) إلى اللغة الإنجليزية، والتي تدور احداثها بجمهور الكنغو بغرب افريقيا، عرّف امير تاج السر على انه روائي افريقي، وفي صائد اليرقات نجد الفضاء الروائي يحتمل ان يشمل أي بلد عربي، بتجاهله ذكر اسماء المدن وأماكن وقوع الأحداث، او بذكر اسماء اعلام غير معروفة.
وحينما يختار امير تاج السر اسم (قصر الجميز) ليشّكل جزء محوري من الحيز المكاني لأحداث روايته الفّذة (صائد اليرقات)، نجد أن رمزية هذه الشجرة يوحي الحيز الفضائي الأوسع للرواية، حيث ان شجر الجميز حسب تعريف موسوعة ويكيبيديا "فإن  موطنها الأصلي الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية". وهي شجرة تاريخية لها مكانة خاصة عند المصريين، وقيل موطنها الأصلي بلاد النوبة.
امير تاج السر، كاتب تربى في بيئة معطونة في القيم والأخلاق، ويمتلك ناصية التعبير السلس، وخيال جنوني لا ينضب، مخلص لمعجبيه، ومهنته الأساسية (الطب) توفر له تجارب إنسانية ثرة، يمكننا ايضا الرهان عليه لملأ الفراغ الذي خلفه اديبنا الكبير الطيب صالح برحليه المر.
//إبراهيم سليمان//




ليست هناك تعليقات: